مجلة ميلر - سبتمبر-أكتوبر ٢٠٢٥

MILLER - 2025 سبتمبر- أكتوبر MILLER - 2025 سبتمبر- أكتوبر مقالة مقالة م العالم ِ تدريب الأيادي التي تطع نظر إلى قطاع المطاحن منذ زمن طويل كأحد الحصون الراسخة ُ ي ل ّ ه اليوم يعيش مرحلة تحو ّ في ميدان الإنتاج الغذائي الصناعي، غير أن ل الاهتمام بالتعليم، وتنمية المهارات، ّ عميقة. ويتصدر هذا التحو والابت ار الت نولوجي. وقد كان هذا الجوهر الرسالة المت ررة خ ل في Bühler التي نظمتها شركة Networking Days فعالية رؤية Bühler م مسؤولو ّ شهر يونيو بمدينة أوزفيل السويسرية. فقد قد ن القوة الدافعة ّ التعليم ورأس المال البشري يشكّ ّ دوا فيها أن ّ لافتة أك وراء ال فاءة والقدرة على الصمود في قطاع معالجة الحبوب. م ستيفان بيرير، مدير وحدة ّ خ ل الفعالية، قي ، واقع Bühler أعمال حلول الطحن في شركة ما نتحدث عن الآلات والأتمتة، ً : «عادة ً القطاع قائلاً ل ن الحقيقة هي أنه من دون كفاءات بشرية، ومن بين، لا يم ن لأي نظام أن يعمل»، َ لين مدر ّ دون مشغ ا أن الاستثمارات الت نولوجية لا ت تسب � مؤكد معناها إلا بوجود قوة بشرية مؤهلة ومدربة. الجغرافيا المتغيرة في استهلاك الدقيق الطلب العالمي على الدقيق ّ وعلى الرغم من أن انين مؤهلين يتمتعون ّ على أنشطة التدريب وإعداد طح Bühler بال فاءة العالية. خريطة الكفاءة الجديدة في المطحنة لم تعد المطاحن في يومنا هذا مجرد منشآت مي اني ية تدور فيها لت مصانع الدقيق الحديثة إلى منظومات ّ التروس والطواحين. فقد تحو دار بدقة ضمن بيئة مت املة. ويستلزم تشغيل هذا ُ ، ت ً مترابطة رقميا الهي ل ب فاءة وجود محترفين يمتل ون مجموعة مهارات أوسع ب ثير: فإلى جانب المعارف المي اني ية وال هربائية، بات الإلمام بالبيانات وإتقان تحسين العمليات من المتطلبات الأساسية التي لا غنى عنها. ف ّ : «لا يم نك أن توظ ً يشير ستيفان بيرير إلى هذه الحقيقة قائلاً بنى من ُ مباشرة من الجامعة. هذه ال فاءة يجب أن ت ً متخرجا ً انا ّ طح ب ّ أن تلبية حاجة القطاع إلى اليد العاملة المؤهلة تتطل ً الأساس»، مؤكدا عملية تدريب طويلة الأمد واستراتيجية. ألف 12 أكثر من ّ تشير التحلي ت على المستوى العالمي إلى أن ألف 50 مطحنة دقيق صناعية حول العالم تحتاج إلى ما لا يقل عن لضمان استمرار عملها ب فاءة. وتقف ً جيدا ً ب تدريبا ّ محترف مدر د س سل التوريد بش ل ّ خلف هذه الحاجة عوامل عدة، أبرزها تعق متزايد، وتشديد أنظمة س مة الغذاء، وتصاعد الضغوط المتعلقة بالاستدامة. جذب المواهب الشابة إلى قطاع المطاحن وإبقاؤها فيه ليس ّ غير أن ّ جوهر المش لة ي من في أن ّ بالأمر السهل. ويشير ستيفان بيرير إلى أن من الخارج حيث قال: « لا ينجح ً وجاذبا ً عصريا ً القطاع لا يبدو دائما في عرض صورة حديثة ودينامي ية تجذب الشباب.» ً القطاع دائما لون مسارات مهنية أكثر رقمنة ومرونة ّ فالمهنيون الشباب اليوم يفض وذات معنى. ومع ذلك، يمتلك قطاع الطحن القدرة على تلبية هذه التطلعات، من خ ل إنتاج غذاء مستدام، وعمليات إنتاج مت املة عرض هذا الإم ان ُ مع الت نولوجيا، ومهمة ذات تأثير عالمي. وإذا لم ي الة مع الشباب، فقد يواجه ّ بنى قنوات تواصل فع ُ بش ل صحيح ولم ت في ال فاءات. ً حادا ً القطاع في المستقبل نقصا واضح المعالم. ً جغرافيا ً لا ّ ثمة تحو ّ ، إلا أن ً ملحوظا ً كميا ً لا يشهد نموا وكما أوضح ستيفان بيرير، فإن استه ك القمح ي شف عن تباينات مليون طن من 800 ما معدله ً نتج في العالم سنويا ُ إقليمية كبيرة. إذ ي مليون طن منها في المطاحن الصناعية إلى 570 ل نحو َ و َّح ، القمح ستهلك ما يقارب نصف هذه ُ دقيق مخصص ل سته ك البشري. وي مليون طن—في ث ث مناطق فقط: الهند، 265 ال مية—أي نحو والشرق الأوسط، وأفريقيا. وهذه المناطق بالذات تشهد، بفعل النمو الس اني، والتوسع العمراني، والتحولات في العادات الغذائية، موجات جديدة من الطلب المتزايد ا نعتبر أوروبا أو أمري ا ّ وقال بيرير: «في الماضيكن أو الصين هي القاطرة في استه ك القمح، ل ن م َ د َ اليوم يأتي النمو الحقيقي من المناطق التي لم خت ل محور ّ بذلك إلى تحو ً في السابق»، لافتا ٍ بش لكاف الاسته ك. ل على زيادة إنتاج الدقيق ّ لا يقتصر هذا التحو ا تطوير أساليب إنتاج � فحسب، بل يفرض أيض واستدامة. وهنا تبرز أهمية تركيز شركة ً أكثر ذكاء تطوير الكفاءة في المكان المناسب لتحقيق هدفها في Bühler إن من أبرز الخطوات التي اتخذتها شركة جذب المواهب الشابة إلى القطاعكانت الاستثمار في مراكز تدريبميدانية African( ومحلية. وأبرز مثال علىهذا النهجهو مدرسة الطحن الأفريقية ) في مدينة نيروبي ال ينية، والتي تمثل Milling School – AMS للرؤية الاستراتيجية للشركة والتزامها الإقليمي. ً قويا ً انع اسا ، متحدثة عن المدرسة: AMS وقالت بريسي باكاليان، مديرة للغاية: ً قبل عشر سنوات،كان هدفنا واضحا AMS «عندما أسسنا نشر المهارات الأساسية في مجال المطاحن عبر قارة أفريقيا. وحتى اليوم، طالب من دول متنوعة مثل الأردن وباكستان 1,400 ج أكثر من ّ تخر وتنزانيا وجنوب أفريقيا.» إلى نموذج التعليم الثنائي السويسري، على ً تعتمد المدرسة، استنادا تقديم ورش عمل قصيرة الأمد إلى جانب برامج تدريب مهني تمتد لسنتين. ل ن التعليم لا يقتصر على المعرفة النظرية فحسب؛ إذ تركز على التعلم العملي والميداني. وي تسب الط ب خبرة مباشرة AMS في العمليات، واست شاف الأعطال، وصيانة المعدات من خ ل العمل على أجهزة حقيقية. . فقد أشارت باكاليان إلى ً ويتجلى تأثير هذا النموذج بالأرقام أيضا لمدة شهر واحد فقط نجح في تقليص استه ك ً تدريبا ّ أتمّ ً طالبا ّ أن يصل ً سنويا ً وفرا ً %، محققا 15 ال هرباء في المطحنة التي يعمل بها بنسبة ل ّ برز هذا المثال بش ل قويكيف يم ن لمشغ ُ ألف دولار. وي 140 إلى في ال فاءة التشغيلية والمزايا المالية. ً ملموسا ً ب أن يُح دث فرقا َ مدر على الممارسات المستدامة. ً ع مدرسة الطحن الأفريقية أيضا ّ تشج حولكيفية تقليل الهدر، وإعادة استخدام ً ى الط ب تدريبا ّ حيث يتلق ه ّ وج ُ المنتجات الثانوية، وإطالة عمر المعدات. وفي هذا السياق، ت الصيانة، قد تبدو مطحنة قيمتها َ ر َ : «إذا لم جي ً مهما ً باكاليان تحذيرا خ ل عامين فقط.» ً عاما 40 مليون دولار وكأنها عمرها ل عميق لكنه صامت. ّ نظر إلى قطاع المطاحن على أنه أحد الأعمدة التقليدية في إنتاج الغذاء، إلا أنه يمر بتحو ُ ي ه نحو الموارد البشرية، والمهارات المهنية، والتقنيات الذكية. َ وج ُ ل استثمارات جديدة ت ّ ويقف خلف هذا التحو Stefan Birrer 46 47

RkJQdWJsaXNoZXIy NTMxMzIx